إذا تحدثنا بلغة العاطفة فإن المنتخبين السوري والأردني كسبا حب وتعاطف الشارع العربي بالكامل مع بعض الإستثناءات التي أصرت وألحت على توزيع الحب والأماني على الخليجيين فقط ونسيوا ان المنتخبين من أهل النشامى والعروبة وأنهم يفرحون للكويت والعراق والسعودية وقطر والإمارات والبحرين كما يفرحون لمنتخباتهم المشاركة ولكن بعض الزملاء المحللين وبعض الإخوة والإخوات من المتصلين بالبرامج الفضائية كانوا يصرون على تمني البطولة أن تكون خليجية متناسين المنتخبين الشقيقين ...
وإذا تحدثنا بلغة العقل فإن المنتخب السوري تفوق على نفسه وظروفه في المباراة الأولى وهزم وصيف حامل اللقب ثم أدى مباراة كبيرة أمام اليابان حاملة اللقب 3 مرات وكاد أن يخرج ولو بنقطة لولا الحكم الأيراني الذي آثر أن تخرج اليابان سعيدة وبالنقاط الكاملة ليصبح اللقاء السوري الأردني أشبه مايكون بأم المباريات ...
والمنتخب الأأردني يكفيه فخرا أنه المنتخب الوحيد الذي لم يخسر في النهائيات حتى الآن رغم أنه شارك في بطولتين فقط ولكنه لعب أيضا مع منتخبات مع الأعيرة الثقيلة وآخرها السعودية التي فاز عليها واليابان التي كان متقدما عليها حتى الوقت القاتل ...
لهذا وبلغة المنطق فالمنتخبان وبغض النظر عن نتيجة لقائهما الحاسم نجحا في البطولة وأسعدا جماهيرهما طالما أن الجماهير كانت تطالب المنتخبين بالأداء القوي والرجولي ولا اظن أن أحدا في البلدين توقع أن يعود منتخبهما باللقب الآسيوي مع الإعتراف الكامل بحق أي مواطن في أية دولة كانت ان يرى منتخب بلاده بطلا بين الأبطال وقويا بين الأقوياء ولكن أحيانا كثيرة هناك عوامل أخرى تساهم في تتويج منتخب على حساب الآخرين أو بتواجده الدائم بين الأقوياء ولهذا أعتبر البعض ان الخسارة السعودية ( ثقيلة وغير مقبولة فكانت النتيجة اقالة المدرب ومن بعدها طلب الإعفاء من الأمير سلطان بن فهد ) وهناك طرف رآها مفاجأة وأنجازا وهي بالفعل كذلك نظرا لفوارق الأمكانيات المادية والتدريبية والمنشآتية أولا واخيرا لأن المواهب موجودة في سورية والأردن بمثل وربما بأكثر بكثير مما نراه في الدول الخليجية بإستثناء السعودية ....
وقبل أن اعرف نتيجة مباراة سورية والأردن أقول لجماهير المنتخبين بأن تحتفل بالأثنين حتى لو خرجا الآن أو لاحقا من البطولة وأطلب من بعض المسؤولين أن يكفوا عن محاولة ( أستغلال أنتصارات وأداء المنتخب السوري) وكأنهم هم من دربوا وسهروا وعالجوا وطبّبوا وجاؤوا بلبن العصافير للمنتخب لأن الواقع غير ذلك مئة بالمئة رغم أن المنتخب لا تنقصه جرعة المعنويات بلقائه بكبار المسؤولين ولكن تنقصه أمور كثيرة يجب توفيرها لأنه بكل بساطة قادر على صناعة الفرح فيما أعترف ان المنتخب الأردني ومنذ أن جاء الجوهري وبعده عدنان حمد وهو يشهد استقرارا تدريبيا واهتماما كبيرا ولكن تنقصه الملاعب الجيدة والزخم الأعلامي الأكبر ...
المنتخبان جاران وشقيقان وسنقول مبروك لمن يفوز ويتأهل وإن كنت بلا نقاش أتمناها سورية علما أن روحي الرياضية وتربيتي العروبية وعقلي قبل عاطفتي يمنعوني أن أتصرف عكس ذلك .