منتديات سورية
السلام عليكم و رحمة الله و بركانه

عزيز الزائر:

أهلا و سهلا بك في منتديات سورية

نرجو أن تجد الإفادة معنا

و شرفنا إذا قمت بالتسجيل معنا


منتديات سورية
السلام عليكم و رحمة الله و بركانه

عزيز الزائر:

أهلا و سهلا بك في منتديات سورية

نرجو أن تجد الإفادة معنا

و شرفنا إذا قمت بالتسجيل معنا


منتديات سورية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سورية

منتدى غير رسمي يعشق سورية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أهلاً و سهلاً بكم في منتديات شباب سورية

 

 .دقيقة...قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

.دقيقة...قصة قصيرة  Empty
مُساهمةموضوع: .دقيقة...قصة قصيرة    .دقيقة...قصة قصيرة  Emptyالخميس يناير 13, 2011 3:30 pm



بس دقيقة Page 1
" بَسْ دق قٌة " بقلم محمد عبد الوهاب جسري
كنت أقؾ ف دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر ف الحافلة إلى مد نٌة تبعد حوال 333 كم، وكانت أمام س دٌة ست نٌ ةٌ قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حد ثٌها مع الموظفة
الت قالت لها ف النها ةٌ: الناس نٌتظرون، أرجوكِ تنحّ جانب ا . فابتعدت المرأة خطوة واحدة
لتفسح ل المجال، وقبل أن أشتري بطاقت سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت ل بأن هذه
المرأة معها ثمن بطاقة السفر ول سٌ معها وٌرو واحد ق مٌة بطاقة دخول المحطة، وتر دٌ أن
تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع. قلتُ لها: هذا وٌرو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ
قل لٌا وأعط تٌُ الس دٌة مجالا لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدد ا .
اشترت الس دٌة بطاقتها ووقفت جانبا وكأنها تنتظرن ،ً فتوقعت أنها تر دٌ أن تشكرن ،ً إلا أنها
لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنن اشتر تٌ بطاقت وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت
ل بص ؽٌة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حق بٌتها . كان الأمر ؼر بٌا جدا بالنسبة لهؤلاء الناس الذ نٌ تٌعاملون بلباقة ل سٌ لها مث لٌ. بدون تفك رٌ
حملت لها حق بٌتها واتجهنا سو ةٌ إلى الحافلة، ومن الطب عٌ أن كٌون مقعدي بجانبها لأنها
كانت قبل تماما فً الدور . حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن
مٌحو جم عٌ ألوان الطب عٌة معلنا بصمته الشد دٌ : أنا الذي آت لكم بالخ رٌ وأنا من حٌق له
الس اٌدة الآن! لكن الس دٌة منعتن و جلستْ ه من جهة النافذة دون أن تنطق بحرؾ، فرحتُ
أنظر أمام ولا أع رٌها اهتماما ، إلى أن التفتتْ إل تنظر ف وجه وتحدق ف هٌ، وطالت
التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمام ،ً حتى إنن بدأت أتضا قٌ من نظراتها
الت لا أراها لكنن أشعر بها، فالتفتُ إل هٌا . عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك . - صبري على ماذا؟
- على قلة ذوق .ً أعرؾُ تماما بماذا كنتَ تفكر .
- لا أظنك تعرف نٌ، ول سٌ مهما أن تعرفً .
- حسنا ، سأقول لك لاحقا ، لكن بالً مشؽول ك ؾٌ سأرد لك الد نٌ .
- الأمر لا سٌتحق، لا تشؽلً بالك .
- عندي حاجة سأب عٌها الآن وسأرد لك ال وٌرو، فهل تشتر هٌا أم أعرضها على ؼ رٌك؟
بس دقيقة Page 2
- هل تر دٌ نٌ أن أشتر هٌا قبل أن أعرؾ ما ه ؟ً
- إنها حكمة. أعطن وٌرو واحدا لأعط كٌ الحكمة .
- وهل ستع دٌ نٌ ل ال وٌرو إن لم تعجبنً الحكمة؟
- لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستط عٌ استرجاعه، ثم إن ال وٌرو الواحد لٌزمن لأنن أر دٌ أن
أرد به دَ نًٌ .
أخرجتُ ال وٌرو من ج بٌ ووضعته ف دٌ هٌا وأنا أنظر إلى تضار سٌ وجهها. لا زالت ع نٌاها
جم لٌت نٌ تلمعان كبر قٌ ع نٌ شابة ف مقتبل العمر، وأنفها الدق قٌ مع ع نٌ هٌا خٌبرون عن
ذكاء ثعلب .ً مظهرها دٌل على أنها س دٌة متعلمة، لكنن لن أسألها عن ش ءً، أنا على قٌ نٌ
أنها ستحدثن عن نفسها فرحلتنا لا زالت فً بدا تٌها .
أؼلقت أصابعها على هذه القطعة النقد ةٌ الت فرحت بها كما فٌرح الأطفال عندما نعط هٌم
بعض النقود وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مد نٌت لأرافق إحدى صد قٌات إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان مع وتركتُ ما كٌف لأعود إلى ب تٌ ،ً
إلا أن سائق التكس أحرجن وأخذ من وٌرو واحد ز اٌدة، فقلت ف نفس سأنتظر الحافلة
خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع . أحببتُ أن أشكرك بطر قٌة أخرى بعدما رأ تٌ
شهامتك، ح ثٌ دفعت عن دون أن أطلب منك . الموضوع ل سٌ ماد ا . ستقول ل بأن المبلػ
بس طٌ، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخ رٌ ودونما تفك رٌ .
قاطعتُ المرأة مبتسم ا : أتوقع بأنك ستحك لً قصة ح اٌتك، لكن أ نٌ البضاعة الت اشتر تٌُها
منكِ؟ أ نٌ الحكمة؟
- " بَسْ دق قٌة ".
- سأنتظر دق قٌة .
- لا، لا، لا تنتظر. "بَسْ دق قٌة"... هذه هً الحكمة .
- ما فهمت ش ئٌ ا .
- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعمل ةٌ احت اٌل؟
- ربما .
- سأشرح لك: "بس دق قٌة"، لا تنسَ هذه الكلمة. ف كل أمر تر دٌ أن تتخذ ف هٌ قرارا ، عندما
تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دق قٌة إضاف ةٌ، ست نٌ ثان ةٌ. هل تعلم
كم من المعلومات سٌتط عٌ دماؼك أن عٌالج خلال ست نٌ ثان ةٌ؟ ف هذه الدق قٌة الت ستمنحها
لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتؽ رٌ أمور كث رٌة، ولكن بشرط .
بس دقيقة Page 3
- وما هو الشرط؟
- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ ف دماؼك وف قلبك جم عٌ الق مٌ الإنسان ةٌ والمثل الأخلاق ةٌ
دفعة واحدة، وتعالجها معالجة موضوع ةٌ ودون تح زٌ، فمثلا : إن كنت قد قررت بأنك صاحب
حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدق قٌة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشؾ بأن
الطرؾ الآخر لد هٌ حق أ ضٌا ، أو جزء منه، وعندها قد تؽ رٌ قرارك تجاهه. إن كنت نو تٌ أن
تعاقب شخصا ما فإنك خلال هذه الدق قٌة بإمكانك أن تجد له عذرا فتخفؾ عنه العقوبة أو
تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائ ا . دق قٌة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة
مص رٌ ةٌ ف ح اٌتك لطالما اعتقدت أنها هً الخطوة السل مٌة، ف ح نٌ أنها قد تكون كارث ةٌ.
دق قٌة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسك ا بإنسان تٌك وأكثر بعدا عن هواك. دق قٌة واحدة قد تؽ رٌ
مجرى ح اٌتك وح اٌة ؼ رٌك، وإن كنت من المسؤول نٌ فإنها قد تؽ رٌ مجرى ح اٌة قوم
بأكملهم... هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدق قٌة الواحدة لم سٌتؽرق أكثر من دق قٌة
واحدة؟
- صح حٌ، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عل كٌِ ال وٌرو .
- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الد نٌ وأع دٌ لك ما دفعته عن عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل
الشكر على ما فعلته لأجلً .
أعطتن ال وٌرو. تبسمتُ ف وجهها واستؽرقت ابتسامتً أكثر من دق قٌة، لأنتهبه إلى نفس وه تأخذ رأس ب دٌها وتقبل جب نٌ قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون
حل لمشكلت ،ً فالآخرون لم كٌونوا ل دٌروا ما هً مشكلت ،ً وأنا ما كنتُ لأستط عٌ أن أطلب
واحد وٌرو من أحد .
- حسنا ، وماذا ستب عٌ نٌ لو أعط تٌك مئة وٌرو؟
- سأعتبره مهر ا وسأقبل بك زوج ا .
علتْ ضحكتُنا ف الحافلة وأنا أُمثِّل بأنن أر دٌ النهوض ومؽادرة مقعدي وه تمسك ب دٌي
قائلة: اجلس، فزوج متمسك ب ول سٌ له مزاج أن مٌوت قر بٌ ا !
وأنا أقول لها: "بس دق قٌة"، "بس دق قٌة "...
لم أتوقع بأن الزمن س مٌض بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلات سعادة، حتى إنن شعرت بنوع من الحزن عندما ؼادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مد نٌتها ف منتصؾ الطر قٌ
تقر بٌ ا .
قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها ك أٌت إلى المحطة
ل أٌخذها، ثم التفتتْ إل قائلة: على ما بٌدو أنه ل سٌ عندي رص دٌ. فأعط تٌها جوال لتتصل.
بس دقيقة Page 4
المفاجأة أننً بعد مؽادرتها للحافلة بربع ساعة تقر بٌا استلمتُ رسالت نٌ على الجوال، الأولى
تف دٌ بأن هناك من دفع ل رص دٌا بمبلػ زٌ دٌ عن 03 وٌرو، والثان ةٌ منها تقول ف هٌا: كان
عندي رص دٌ ف هاتف لكنن احتلتُ عل كٌ لأعرؾ رقم هاتفك فأجز كٌَ على حسن فعلتك. إن
شئت احتفظ برقم ،ً وإن زرت مد نٌت فاعلم بأن لك ف هٌا أمّا ستستقبلك. فرددتُ عل هٌا
برسالة قلت ف هٌا: عندما نظرتُ إلى ع نٌ كٌ خطر ببال أنها ع وٌن ثعلب ةٌ لكنن لم أتجرأ أن
أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأ اٌم ثان ةٌ، أشكركِ على الحكمة واعلم بأننً سأب عٌها بمبلػ
أكبر بكث رٌ .
" بس دق قٌة"... حكمة أعرضها للب عٌ، فمن شٌتر هٌا من ف زمن نهدر ف هٌ الكث رٌ الكث رٌ من
الساعات دون فائدة؟


تحياتي لكم جميعاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
.دقيقة...قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سورية  :: المنتديات العامة :: بين الحكمة والحياة-
انتقل الى: